اهلا وسهلا بك

جار الزمان غير مكترث، وأي حر عليه الزمان لم يجر!

تاريخ قريتي

كل مايتعلق بشؤون قرية العكر البحرينية ذات العروق الممتدة

مقالاتي الابداعية

عباس علي رضي

انشطة خيرية

نشاطاتي الخيرية والمشاريع التي اساهم فيها من اجل الخير

شعر وخواطر

تختلج في النفس مشاعري فتبوح بها أناملي

تنمية الذات والمعارف

هيا نبحر معا في سماء المعرفة ولنطور من الذات البشرية

‏إظهار الرسائل ذات التسميات تنمية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تنمية. إظهار كافة الرسائل

الربح السريع من النت ..هل هو حقيقة أم خيال؟


الذين يبيعون منتجات الربح السريع من النت أناس يسعون لتحقيق ثروة طائلة بطريقة سريعة, والذين يشترون هذه المنتجات أيضا أناس يسعون لتحقيق ثروة لكن بطريقة أسرع. أي أن البائع والمشتري يسعون لتحقيق هدف واحد ألا وهو الربح السريع. فبائع هذه المنتجات كان مشترياً لها بالأمس وبدون تطبيق وبدون تحقيق ربح تحول ألى بائع خبير, والمشتري اليوم قد يتحول غدا ألى بائع لنفس المنتجات وهكذا دواليك, فالشاطر من يقنع أكثر, الشاطر من يتكلم أكثر, الشاطر من يلعب على عواطف الناس أكثر.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه علينا الآن, لماذا يشتري الكثير من الناس هذه المنتجات بدون تفكير؟
الاجابة على هذا السؤال حسب وجهة نظري كالتالي:
الذين يشترون منتجات الربح السريع من النت ينقسمون إلى ثلاثة فئات:
الفئة الاولى: وتخص الاشخاص الحالمين الذين يحلمون بالثراء في غمضة عين بدون تعب أو مجهود, بدون الاستعداد لتعلم أي حرفة أو اكتساب أي مهارة.
الفئة الثانية: وتخص الأفراد المصابين بمرض نفسي يسمى ” Shopping Bulimia” وترجمته الحرفية ” النهم التسوقي أو الشره العصبي للتسوق” الأشخاص المصابين بهذا المرض يقبلون على شراء سلع معينة بنهم يتعدى الحد الطبيعي, وهم لا يشترون هذه المنتجات لحجاتهم إليها, بل يقبلون على شرائها فقط من أجل الشعور بالراحة النفسية أو لتقليل حدة القلق أو الضغوط العصبية.
أفراد هذه المجموعة يختلفون في نوع السلع التي يقبلون على شرائها, فهناك من يرتاح نفسيا لشراء الملابس ذات الماركات العالمية حتى وإن لم تكن تناسبه, حتى وإن لم يرتديها. المهم أن يشتريها ويمتلكها. هناك أيضا من يميل لاقتناء الاجهزة الالكترونية, كأجهزة التليفون المحمول أو الكمبيوتر, أو الأي باد.. الخ, وهناك أيضا من يشتري منتجات الربح السريع من النت لأنه يحب هذا المجال حتى وإن لم يكن يخطط للخوض فيه.
وهناك أيضا نوع مثقف جدا وهو النوع الذي يدمن شراء الكتب سواء أكانت إلكترونية أو ورقية لكن للأسف يشريها ويحتفظ بها في مكتبته وبالكاد قد يقرا صفحة أو صفحتين من كل كتاب أو قد لا يقرا منها اي شيء بالمرة.
الفئة الثالثة: وتخص الأشخاص عديمي الخبرة في مجال الربح من النت الذي يصدقون كل ما يقال لهم بلا تحري أو تفكير. فهم يصدقون الكلام المعسول والوعود الخاوية بأنهم يستطيعون تحقيق ثروة طائلة في أمد قصير.
أتمنى أن يفيد هذا المقال الأشخاص الذين ينتمون إلى الفئتين الاولى والثانية, أقول ذلك مع علمي تمام العلم بأنهم لا يحتجون فقط إلى مقال أو كتاب ليتعظوا به, بل يحتاجون أيضاً إلى طبيب نفسي ليساعدهم على اصلاح ما أفسده الدهر, وكفى بالله شافياً.
هذا المقال موجه بالأساس لأصحاب الفئة الثالثة, الأشخاص عديمي الخبرة, سنطرح في هذا المقال عدة معايير ستمكنهم من التعرف على مدى جودة منتج ما, وهل يستحق الشراء أم لا؟ لكن قبل الخوض في هذه المعايير في هذا علينا أن نتساءل:
هل هناك فعلاً ربح من النت؟
هذا السؤال لا ينبغي أن يسأل لأن الإجابة عليه بديهية, نعم هناك ربح من النت, فطالما هناك بشر, وهناك مصالح وتعاملات وسلع فالتجارة ممكنه حتى وان كانت في العالم الافتراضي, وبالفعل هناك الكثير من استطاع أن يحقق مئات الألاف من الدولارات عن طريق النت, لكن الذين ربحوا ويربحون من الانترنت لم يحقق هذا النجاح, في غمضة عين أو بضغطة زر بل حققوا نجاحهم من خلال:
1- التعلم
2- التخطيط
3- التطبيق
4- المثابرة
الربح السريع مناقض لقانون الحياة الطبيعي, فقانون الحياة الطبيعي يقول أنك لكي تحصل على شيء لابد أن تبذل شيء بالمقابل لتحصل على ما تريد, أنا معك أن هناك أناس يكسرون هذه القاعدة ويحققون ثروات هائلة بسرعة, وذلك بأتباع طرق غير شرعية كالتجارة المخدرات أو السرقة أو النصب, أو المقامرة, وهناك من يحقق ثروة سريعة عن طريق الحظ كربح جائزة ما كما يحدث مثلا في برنامج من يربح المليون … لكن هل تسعى لأن تغتني من الحرام؟ أم تسعى لأن تغتني بالصدفة؟ أم تريد رزق حالا خالية من أي شبة؟ حتى ولو فرضا أنك ربحت مليون دولار بالصدفة, فالتجربة الحياتية اثبتت أن هؤلاء الذين يحققون ثروات هائلة بسرعة وبدون مجهود يخسرون هذه الاموال بسرعة وبدون مجهود أيضا وساعتها يكون التعب النفسي والشقاء أضعاف ما كانوا يشعرون به قبل حصولهم على الثروة المفاجئة, أما الذين يحققون ثرواتهم عن طريق الكد والتعب يظلون أغنياء طول العمر, حتى وإن خسروا أموالهم يعودون من جديد ويحققون ثروة اخرى وذلك لأنهم يعرفون الطريق.. يعرفون الوصفة السرية التي اكتسبوها بالخبرة والتعلم والبذل.
والأن سنركز على المعايير التي بها نتعرف على مدى جودة أي منتج يتكلم عن الربح السريع من النت

1- عبارات الربح السريع من النت:

إذا وجدت في صفحة شراح المنتج (سواء أكان كتاب أو سوفت وير), عبارات مثل “أربح من الانترنت بسرعة” أو أربح بغمضة عين, أو اربح بضغطة زر, أو أي عبارة قريبة من ذلك, فأعلم أن هذا المنتج ينطوي على مؤامرة مقصدها استنزاف أموالك, كما قلنا الربح السريع منافي لقانون الحياة الطبيعي, فأن لم تكن تعرف جيدا ما الذي ستبذله من أجل الحصول على هذه الأموال, إذا فلا ربح تستطيع تحقيقه بالمرة.

2- قيود على العرض (المدة أو الكمية)

إذا ذكر صاحب المنتج في صفحة اشراء أنه خلال مدة ما أو نفاذ كمية محددة سينتهي هذا العرض ولن تجد في أي مكان أخر بعد ذلك, وأن عليك أن تأخذ قرار الشراء الأن حتى لا تضيع هذه الفرصة السانحة. إذا صادفت شيء مثل هذا فأعلم أن هذه المنتج بلا قيمة, وذلك لأن عرضا من هذا النوع منافي لأصول التجارة, فالتاجر الحقيقي يشجع زبائنه ليشروا سلعته دوما, بالطبع هناك عروض تجارية من شركات كبيرة تضع قيود على عروضها لكن يقولون أن بعد فترة محددة أو بعد نفاذ كمية محددة سيرتفع السعر, لكني لم أسمع أبدا شركة ما تقول لابد أن تشتري منتجي الأن وإلا بعد قليل سيختفي هذا المنتج من على وجه البسيطة, هذا كلام شخص لم يبذل مجهود في هذا المنتج أليس كذلك؟

3- وصفة لمنتج أم قصة نجاح

في صفحة الشراء ولو لاحظت ان صاحب المنتج يقص عليك قصة حياته وكيف ان كان يعمل في وظيفة مملة براتب ضئيل لا يتناسب مع ساعات العمل الطويلة التي كان يعملها, وكيف أن ترك هذه الوظيفة بعد أن حقق مئات الالاف عن طريق الانترنت, وأنك تستطيع أن تصبح مثله إذا طبقت وصفته السرية الموجودة داخل  المنتج, إذا قام أيضا باطلاعك على العديد من الشيكات بالمبالغ التي تحصل عليها نتيجة تطبيق ما جاء في منتجه أو أطلعك على صوره وهو يقود سيارة فارهة, أو وهو مسترخي على شواطئ ميامي لكنه لم يطلعك على تفصيل المنتج نفسه فأعلم أن صاحب المنتج هذا نصاب وأن منتجه لا يستحق أن تدفع في أموالك.

4- ثقة صاحب المنتج في نفسه وفي منتجه

لابد أن تعرف هل صاحب المنتج يثق فيما يعرضه من منتجات أم لا؟ وتستطيع أن تتعرف على ذلك من صفحة الشراء نفسها, فمثلا إذا كان المنتج عبارة عن برنامج (سوفت وير) فعليه أن يتيح لك الفرصة أن تستخدم هذا البرنامج لفترة تجريبية محددة, أما أن كان المنتج كتاب فعليه أن يوضح لك على الأقل جدول محتويات هذا الكتاب.

5- أسرار وحيل

لو قال البائع أن منتجه يحتوي على بعض الأسرار والحيل التي تمكنك من الربح السريع, فأعلم أن هذه الأسرار والحيل لا قيمة لها, لأن كل أنسان عليه أن يجرب بنفسه وأن يستخدم مبدا المحاولة والخطأ لكي يكون له أسراره وحيلة الخاصة, فأسرار وحيل غيرك قد تنتهي صلاحيتها بانتهاء مدة محددة, وقد تتفق مع ظروف بيئية تختلف عن ظروف بيئتك, فما يصلح في في بلد لا يصلح بالضرورة في بلد أخر.

6- شهادات الزبائن السابقين

شهادة الزبائن السابقين حول منتج ما قد تكون صادقة وقد تكون كاذبة, لذا لا تعول كثيرا على شهادة من قبلك في شراء منتج ما وخاصة على الإنترنت, وبالأخص من أناس لا تعرفهم, فأي شخص يستطيع أن يحصل على شهادة مئات الزبائن حول منتج رديء, فهناك من يعرض منتجه على بعض الناس بالمجان مقابل أن يثنوا عليه حتى قبل أن يحصلوا عليه. أقول مرة أخرى أن شهادة الزبائن قد تكون صادقة بالفعل لكن لا تعول عليها وحدها أثناء الشراء.
هذه هي أهم ستة معايير لاختبار أي منتج قبل شرائه من الأنترنت, وفي نهاية المقال أود أن أوضح أن هناك منتجات قيمة تقدم لك معلومات جيدة عن كيفية الربح من النت, فأنا في هذا المقال لا أعمم, بل تناولت فقط عينة معينة من المنتجات التي تتحدث عن الربح السريع من النت الذي لا يحدث أبدا.
تستطيع أن تربح من النت بطرق كثيرة, فإما أن تقدم خدمة متميزة, أو منتج عالي الجودة, واعلم أنك طالما بذلت مجهودا في شيء ما فأن الله لن يضيع أجر من أحسن عملاً.
ملحوظة عزيزي القارئ: لو لديك معايير اخرى غير التي ذكرت ارجو أن تنير عقولنا بها حتى تفيد وتستفيد

قصة نجاح فاروق رضوان .. الشاب المصري الذي أصبح مليونيراً من خلال عمله من الانترنت


في البدء كانت الفكرة ،،،
والفكرة صارت حلماً ،،،
والحلم أصبح هدفاً ،،،
والهدف تجسد وصار قصة نجاح تمشي على الارض..
كانوا ثلاثة أصدقاء, لمعت في عقولهم فكرة العمل من الانترنت, تعاهدوا على الإخلاص واتفقوا على التعاون, لا بديل عن النجاح, لا مناص من انجاز الهدف. جلسوا سوياً, اتحدوا, تناقشوا, تبادلوا الأفكار, وبعد جلسات متكررة من العصف الذهني وجرد المهارات, انتهوا الى انشاء مدونة باللغة الانجليزية يقدمون فيها محتوى جيد ومفيد ومميز ويسطرون بها قصة نجاحهم.
وبدأ العمل, والحماس يملئ النفوس, فواحد يكتب, وثان يبحث, واخر يخطط, ومرت الأيام, وبعد الأيام مرت أسابيع, ثم بعد ذلك شهور طويلة من العمل الدؤوب, لكن كما يقال في الأمثال ” ما طار طير وارتفع… الا كما طار وقع”, بدأتجذوة الحماس تخمد في النفوس رويدا رويدا, ومشاعر الملل و الخوف والريبة باتت تطل برؤوسها التي تشبه رؤوس الشياطين, فها هي الأيام قد مرت سريعاً, ولا نتيجة تذكر, لا قصة نجاح تروى, لا قطرة أمل تنبئ بغيث الرحمة الوفير, لا مقابل يلمس نظير التعب والسهر والتكتيك والكر والفر, بل على العكس من ذلك, كانت العوامل المقاومة أكثر من العوامل الجاذبة, فالأهل يحثون أبنائهم أن يبحثوا عن وظيفة, وان لا يضيعوا أوقاتهم في اشياء خيالية ضرها أكثر من نفعها, وبعض الأصدقاء يتهكم والبعض الأخر يسخر من ثبات هؤلاء الثلاثة أمام أجهزة الكمبيوتر الصماء, فهل بمقدور هذه الحواسيب أن تخرج مالاً؟ هل بمقدور هذه الآلات أن تنبت قمحاً وشعيراً؟, هل بمقدورها أن تصنع أمجاد؟ هل بمقدورها أن تصنع ثورات؟!!! كل هذا ما هو الا محض افتراء.
انسحب الصديق الأول س, وتلاه سريعاً الصديق الثاني ص, وبقى الصديق الثالث فاروق رضوان” وحيداً في الميدان, بالطبع عزيزي القارئ لم يكن الصديق الأول أسمه ” س” ولا الثاني أسمه “ص” , بل أطلقت عليهم هذه الرموز لأني ورب طور سيناء لا أعرف لهم أسماء, وأعتقد أن كثيرين مثلي لا يعرفونها, ,أنت أيضاً لا يهمك معرفة هذه الاسماء, هم مجهولون, وسيظلون هكذا للأبد, فهذا هو عقاب التاريخ لمن يستسلم, هذا هو عقابه الأزلي لمن يفر من الميدان, عقابه هو أن يجعله إما نكرة تنسى أو سبة يستعاذ منها.
صمم “فاروق رضوان” على البقاء وحده, صمم على تحمل التعب وقلة النوم وحده, صمم على تحمل آلام الخوف على المستقبل وحده, قال لنفسه: أكون أو لا أكون, لا يهم من يسخر, لا يهم من يتهكم, لن يهمني الذين يمرون بي صباح مساء وهم يتغامزون, حينما أصل إلى خط النهاية وحينما أخط سطر النهاية في قصة نجاحي سينحني لي الجميع احترماً.

جلس فاروق رضوان مع نفسه وقام بعمل جرد موضوعي لكل نقاط القوة التي يتميز بها:

1- هو يجيد الانجليزية
2- متخصص دراسياً في علم النفس. ويحب هذا المجال
3- لديه ذكاء حاد
4- لديه القدرة على العمل لساعات طويلة
5- يتمتع بروح التحدي
6- لديه استعداد للتعلم واكتساب مهارات جديدة
7- يحب القراءة والاطلاع.

ولكي يكون موضوعياً مع نفسه, قام أيضاً بجرد نقاط الضعف والتي كانت كالتالي:

1- المنافسة في المواقع الانجليزية صعبة للغاية
2- ما ينوي كتابته في موقعه من مقالات في مجال تطوير الذات, والتغلب على بعض المشاكل النفسية, كتب الاف المرات بواسطة خبراء متخصصين أكثر احترافا منه, فمنهم أطباء نفسيين ومنهم من يحملون شهادات الماجستير والدكتوراه في هذا المجال.
3- نعم هو يجيد الانجليزية لكنها ليست لغته الأم بينما المنافسين لغتهم الام  هي الانجليزية فهم يعرفون أسرارها ويستطيعون استخدام كلماتها وصورها واستعارتها وسجعها وكناياتها بكل اريحية وثقة.
4- هو لا يملك ميزانية لتسويق موقعه بينما يقوم المنافسين بتخصيص مئات الألاف من الدولارات نظير ذلك
5- ليس لديه علم ببرمجة أو تصميم أو اشهار مواقع الويب
6- لا يوجد أحد من أصدقائه يرغب في التعاون معه

وبعد دراسة عوامل الجذب (نقاط القوة) وعوامل المقاومة (عناصر الضعف) أنتهى الى أن يطبق اربعة مبادئ:

1- مبدا الجمال: أدرك أن تصميم الموقع يجب أن يكون جميلاً, والجمال يكمن في البساطة, والبساطة تأتي في منزلة وسطى بين التواضع والبهرجة, أدرك أن موقعه سيقوم على المحتوى, لذا يجب أن يوضع المحتوى في قالب جميل, بحيث تسهل قراءته, وترتاح النفس له, ولا تمل العين من النظر اليه. وقد كان
2- مبدا الاستمرارية: صمم أن يحدث موقعه بصورة دائمة وذلك بنشر مقالا واحد على الأقل يومياً, صمم ان لا يمر يوماً دونما نشر مقالاً جيداً, قيماً, فريداً في محتواه.
3- مبدأ التنوع: قرر أن يحتوي موقعه على مئات المقالات المفيدة, التي تغطي مشكلات وقضايا متنوعة, مقالات شيقة, تستند الى علم ودراسة لا على تخمين أو أهواء شخصية.
4- مبدأ المصلحة: أدرك فاروق رضوان أن من يقوم بإنشاء موقع على الانترنت يهدف إما الى تحقيق شهرة, أو تحقيق مال, أو مشاركة الأخرين ما لديه من معارف وخواطر, فحدد هدفه من البداية, كان هدفه هو إنشاء موقع من أجل ربح المال كمرتبة أولى ثم بعد ذلك يأتي في الترتيب الشهرة و مشاركة العلوم. أدرك ايضا أن المال لا يأتي من تلقاء نفسه, بل يأتي بالعمل وتقديم كل ما هو قيم, أدفع تأخذ, كافح تنجح, قدم لي ما يستحق, أقدم لك مالي, معادلة منطقية ومعروفة لنا جميعاً. أليس كذلك؟
شرع فاروق رضوان بتنفيذ هذه المبادئ الأربع بحذافيرها, ومرت أيام أخرى طويلة من العمل الشاق المتواصل, وبعد مرور عام أخر من نشر مئات المقالات المكتوبة بحرفية ودقة, لم يتمكن فاروق من تحقيق أي عائد يذكر, اللهم إلا بضعة دولارات كل شهر أو شهرين, بالرغم من ذلك ظل محافظاً على ثباته وتفاؤله وإن كان الخوف والتوتر بدا يعظم قليلاً في نفسه.
حقاً لم يحقق فاروق أي ربح مادي ملموس طوال المدة الماضية, لكن بالرغم من ذلك اكتسب خبرة كبيره في مجاله, جعلته يتعلم مهارات لم يكن يعرفها, وأسرار لم يكن ليدركها إلا بالعمل الجاد المتواصل. هذه الخبرة وتلك المهارات جعلته يدرك أنه ارتكب أخطاء شنيعه كان يمارسها طوال الأشهر الماضيةتلك الأخطاء هي التي ساهمت في تأخر نجاحه المنشود, وضع فاروق رضوان يده على هذه الأخطاء والتي كانت كالتالي:
1- أنه كان ينشر مادة قيمة ومفيده في مدونته لكنها كتبت بلغة اكاديمية صعبة كان يقلد فيها منافسيه, فقرر فاروق أن يكون له أسلوبه المميز وأن لا يجعل مراقبته لمنافسيه عامل من عوامل الفشل, فعدل فاروق من هذه الطريقة وبدأ يكتب بلغة بسيطة مفهومة للجميع.
2- كان فاروق رضوان يكتب للناس فقط ونسى أنه يكتب في موقع إلكتروني وأن عليه أن يكتب للناس ولمحركات البحث أيضاً, فالكتابة في المدونات تختلف عن الكتابة في الصحف والمجلات, فبدأ فاروق يعدل من هذه الطريقة بعمل موازنه بين قرائه من البشر وقرائه من روبوتات البحث الصماء, فعلم نفسه كيفية إشهار المواقع, وكيفيه تحسين مقالاته لتلائم محركات البحث واكتشف اسرار عظيمة وقيمة في هذا المجال جعلته يحتل المرتبة الاولى في محركات البحث في الكثير من الكلمات الدليلية, هذه الاكتشافات والاسرار نشرها بالتفصيل في كتاب له باللغة الانجليزية. (سنتحدث عنه في أخر المقال)
3- أدرك فاروق أنه كان يرتكب خطأ اخر كبير, وهو أنه كان يكتب عما يعتقد أنه مفيد ومهم, لكنه أدرك أن المفيد والمهم من وجهة نظره ليس بالضرورة أن يكون مفيد ومهم من وجهة نظر الأخرين, فبدأ يبحث عما يريده الناس و يكتب عما يهم الناس وليس عما يهمه هو. وفي هذا السياق يقول:
أنا لم أغير مبادئي حينما غيرت مسار كثباتي ليلائم ما يبحث عنه الناس, بل أعدت صياغة ما أحب, وذلك لكي أكون مرناً بطريق تمكني من فهم وجهة نظر الأخرين التي قد تتفق أو تختلف مع وجهة نظري
وبالفعل بعد تدارك هذه الاخطاء وفي زمن وجيز لا يتعدى الستة أشهر لاحظ فاروق رضوان زيادة مفاجئة في عدد زوار مدونته, وبعد ما كانت المدونة تحقق 8 سنت في اليوم خلال عام 2006 أصبحت بحلول عام 2008 تحقق عدة ألاف من الدولارات شهرياً, ولم يكتمل عام ونصف حتى أصبح فاروق رضوان مليونيرا من مليونيرات الانترنت, ومازال النجاح مستمراً…
واكاد أجزم أن الذين كانوا يتهكمون عليه من قبل والذين كانوا يسخرون منه أدركوا الآن أن العمل الجاد سواء في الواقع أو من خلال الأنترنت له عائد مادي ملموس, أعتقد أن الذين خذلوه الآن قد أدركوا أن أجهزة الكمبيوتر الصماء في مقدورها أن تخرج خبزا وشعيراً وجاتوهاً ايضاً, وأنها قادرة أيضاً على المساهمة الفعالة في انجاح ثورات شعوب عظيمة كثورات شعوبنا الأبية.

عزيزي القارئ هل أنت متحمس الآن؟ هل تفكر جدياً في أن تصبح مثل فاروق رضوان؟

الحماس شيء جيد, وما كتبت عن قصة النجاح هذه الا لتحفيزك وتحميسك عزيزي القارئ, لكن هناك فرق كبير بين الحماس الغير عاقل الذي تنطفئ جذوته سريعاً وبين الحماس الموجه الذي يدوم حتى النهاية, أشعر أن من الواجب علي أن اكبح جماح حماسك الآن حتى لا تقدم على تطبيق ما ذكرناه في هذا المقال بلا وعي وبلا تخطيط معتمداً على العاطفة وحدها, مما قد يتسبب في ضياع وقتك ومجهودك سدا, ولكي أكمل ما كتبناه في هذا المقال علي أن أوضح لك كيفية تطبيق ما ذكرناه هنا بطريقة مدروسة وأكثر حكمة.

كيف تطبق قصة النجاح السابقة على نفسك؟

عزيزي القارئ, أنا لا أعرف بالضبط قدراتك ومهاراتك وظروفك المادية أو الاجتماعية لذا سأتناول اربعة احتمالات ستغطي ظروف قاعدة عريضة من الناس, كن موضوعياً مع نفسك واعرف أي احتمالية تشير اليك:
الاحتمال الأول: أن تكون شخص يجيد الإنجليزية تحدثاً وكتابة: هذا جيد إذا كنت من هؤلاء فهيا لا تتردد, قم بدراسة الموضوع جيداً وضع خطة عمل لنفسك, واختار موضوع تحبه, ثم قم بعد ذلك بإنشاء مدونتك الانجليزية, لكن يجب أن تدرك أن موضوع الربح من المدونات يستغرق وقت طويل وجهد كبير, فإن كنت من أصحاب النفس القصير فمن الأفضل أن لا تقدم على هذه الخطوة حتى لا تضيع وقتك ومجهودك. أذهب ألى موقع فاروق رضوان ( من هنا) وابحث في اسفل الصفحة عن كتاب له بعنوان (how I did it), أوصي بشدة أن تقرأ هذا الكتاب قبل أنشاء مدونتك, فهذا الكتاب يحتوي على أسرار و تجارب وخبرات قيمة ستوفر عليك ما ضيعة فاروق من وقت في بداية مشواره وما يمكن أن تضيعه أنت أيضاً.
ملحوظة جانبية: لا تنظر الى موقع فاروق رضوان في صورته الحالية .. فموقعه في البداية لم يكن بهذا التطور بل كان بسيطاً للغاية, أبدأ بسيطا وبعد أن تحقق عائد طور نفسك تدريجياً. طبق نظرية عربة السندويتشات أولاً, ثم المطعم الصغير ثم المطعم الكبير ثم الفندق الخمسة نجوم.
الاحتمال الثاني: أن تكون شخص لا يجيد الإنجليزية بالمرة لكن تملك مهارات حاسوبية أخرى: إذا كنت لا تجيد الانجليزية لكنك تجيد مهارات اخرى مثل برمجة المواقع أو التصميم أو التسويق, فلماذا لا تسعى إلى تكوين فريق عمل, وتبحث عن أشخاص يكملون ما لديك من قصور, أعلم أن حصولك على فريق عمل محترف أمر صعب, لكنه ليس مستحيل, بقليل من الجهد والبحث تستطيع أن تجد ضالتك, المهم أن تبدأ الآن ولا تستسلم ل ” سوف”, واعلم أنك إذا نجحت في تكوين فريق عمل جيد ستكون نسبة نجاحك أكثر وأسرع وأضمن من الذين يعملون بمفردهم مهما كانوا محترفين (عن تجربة)
الاحتمال الثالث: أن تكون شخص لا يجيد الإنجليزية ولا تملك أي مهارات حاسوبية لكن في الوقت نفسه لديك قدرة مالية: قد لا تجيد الانجليزية أو مهارات الكمبيوتر لكن إذا كان معك مبلغ من المال تريد استثماره فلماذا لا تبحث أنت أيضاً عن فريق عمل جيد؟! لكن عليك أن تكون ذو عقلية إدارية جيدة, وأنا تسعى الى ايجاد أشخاص تعرفهم جيداً, يفضل أن يكونوا من مدينتك أو الحي الذي تعيش فيه, لا تثق كثيرا في التعامل مع الناس من خلال الانترنت. (ولقد أعذر من أنزر)
الاحتمال الرابع: أن تكون شخص لا يجيد الانجليزية ولا تملك مهارات حاسوبية وليس لديك قدرة مالية:إذا كنت لا تنتمي لأي فئة مما ذكرناهم سابقاً, فلا تقلق لكل مشكلة حل بإذن الله, هناك خياران اختر منهما ما يلائم ظروفك:
1- الخيار الأول: أن تبدأ من الصفر وتتعلم الانجليزيةوهذا الاختيار يحتاج منك خطة عمل طويلة الامد قد تستغرق أربعة سنوات, وقد تمتد هذه الخطة لأكثر من ذلك وقد تقصر, الأمر يتوقف على قدراتك وجهدك وقوة تحصيلك, أظنك عزيزي القارئ تتمتم الآن في نفسك ” هذا الاختيار لا يصلح لأنه طويل وممل” سأجيبك بكل بساطة, من فضلك أنظر الى الجانب الإيجابي من هذا الخيار, أرجوك حاول التخلص من الصورة السلبية المرتبطة به, فأنا أعلم تمام العلم أن هذا الاختيار هو الأصعب, ويكلف كثيرا من الوقت والجهد, لكنه الافضل على الاطلاق لأنك على فرض أسوء الاحتمالات ستخرج بعد ممارسته رابح رابح, لأنك ستتعلم مهارة ولغة جديدة, وهذا بالطبع سيفيدك كثيرا في حياتك العملية. (ابدا معي كورس اللغة الانجليزية بالصوت والصورة الذي ننشره في هذه المدونة الآن)
2- الخيار الثاني: أن تطبق الفكرة المستنبطة من قصة نجاح فاروق رضوان على مجال أخر تحبه: ليس معنى أني ذكرت لك قصة نجاح شخص صنع صاروخاً ان تحاول أن تقلده وتصنع صاروخاً مثله, ففاروق لأنه يجيد اللغة ومتخصص في علم النفس فقط أنشئ مدونة الكترونية تتناسب مع قدراته, ليس معنى ذلك أنك يجب أن تنشئ مدونة انجليزية مثله لكي تصبح مليونيراً, لما لا تحاول تطبيق قصة نجاحه في مجال اخر تحبه, تدبر ملياً قصة النجاح الخاصة بفاروق واعرف كيف نجح وطبق الخطوات التي قام بها على مجال تحبه:
فاروق بدأ مشروعه بفكرة.. إذاً ابحث انت ايضاً عن فكرة
ثم بدا يخطط لتنفيذ الفكرة … إذاً خطط أنت أيضاً
ثم قام بمعرفة عوامل القوة وعوامل الضعف الكامنة  أفعل أنت ايضاً
ثم بدأ يطبق خطته  هيا لا تتردد أنت أيضاً
ثم تحمل الصعاب  تحمل انت أكثر منه
ثم تعثر كثيرا وسقط  توقع ذلك أيضاً
ثم تحمل وقاوم  افعل انت ايضاً
ثم واصل  واصل انت ايضاً
ثم نجح.. مبروك نجحت أنت ايضاً
يمكنك تطبيق الخطوات السابقة على شيء تحبه, ابحث عن فكرة, ثم خطط لتنفيذها, تعرف على نقاط القوة والضعف فيك, ثم أبدا بالتنفيذ ولا تستسلم للتسويف, تحمل الصعاب التي ستواجهك, ستخسر لكنك في المقابل ستتعلم, واصل, حتى تكتب …
.. قصة نجاحك أنت…