اهلا وسهلا بك

جار الزمان غير مكترث، وأي حر عليه الزمان لم يجر!

مصارعة الثور الفاتح!




مصارعة الثور الفاتح!

الثورات الفكرية و الاجتماعية والاقتصادية وغيرها،  لتتكامل وتنتج لنا ثمرا شهيا فلابد لها من أسس قرآنية ﴿وَاعْتَصِمُوابِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا﴾آل عمران 103

ولذا يأتي المقال ليصحح مسارا طالما سلك دربا فأخطأه وللجميع إبداء الرأي المتزن الهاديء باحترام وعبر منطقيات وصاحب الرأي محترم ما إن سلك ذلك.

ثلاث نقاط موجزة وهي:
أ‌- التكامل بدل الوحدة الوهمية
ب‌- إدارة الاختلاف السياسي لا غلق الملفات.
ج- الاولويات ليسود الاحترام.
د- الخطاب السياسي المفتوح يحتاج للتقنين والتفسير.



أولا: ألف- التكامل بدل الوحدة الوهمية

الوحدة  طالما رادوت احلام النخبة وأمثالهم ومن في مستواهم، ولكن الوحدة غير ممكنة واقعا بل وغير مطلوبة في الواقع  المعاصر المعاش

الأدلة:-

1-أن الفكر والثقافة وغيرها من مختلف الاصعدة العقلية والنفسية والبدنية متنوعة والحقيقة هذه يشهد بها البشر منذ النشأة التاريخية.

2-حصرها في قالب يزخرف على انه الانموذج الكامل التكاملي ضرب من الخيال لم يكن في يوم موجود ليقال لابد ان نكون كمثل ذلك القالب، بل ان من الخطورة الدعوة الى ذلك فكل يرسم مخططه النموذجي ليحتذى به فيبدأ الصراع على ذلك النموذج الوحدوي المصطنع من عقل منفرد او استذواقات واستهاواءات نفسانية.

تؤدي لشلل الفكر وجمود الواقع الاجتماعي فيصبح مفهوم الوحدة كالاخرس العاجز عن النطق الذي يريد للاخرين ان يكون مثله في الحديث المتزن
الهاديء!

3-ضرورة وقف الخطاب  الذي يكرر مصطلح الوحدة مع الآخر كفرد او جماعات واحزاب وحتى سلطة وتيارات تتمنهج فن الصراع مع نفسها او فصائل تناقضها او أفراد وأفراد او سلطات تتحدى شعبها

والاهمية تكمن في ان نخبا فاعلة وقيادات بارزة تحاول جاهدة السعي الى خصمها تاركة رفقاء دربها، فتلهث عبر حوارات خيالية كسراب الصحراء او اسقف وهمية لتنال مطالب السراب، فتستنزف انفاسها في محاولة منها لارضاء تيارات مناوئة لها.

لذا لابد من وقف الجري الى المجهول والرجوع الى ذاتها بدلا من إلغاء ذوات الاخرين ممن معها والوفاء بهم بدلا النكص والدخول بجدلية نفع الوحدة مع القاتل والضحية.


.ثانيا: باء - إدارة الاختلاف السياسي  بدلا من غلق الملفات.

1-الدعوة لإغلاق ملف الخلافات السياسية والبدء بحوار جديد ومد يد الصفح لكتابة صفحة بيضاء تاريخية  هو نوع من السذاجة النقدية؛ لأن الاعمى لايتعامى عن النظر عن كونه غير مبصر.

والواقعية أن يكون الحوار حول آليات الإختلاف لا غلق ملف الخلاف، لأنه لايوجد ملف او ملفان ولا مفتاح او مفتاحان لكل تلك المجريات التاريخية.


.2-علينا ان نستظل تحت آليات الاختلاف من خارج دوائر الصراع  وشبهه عبر الاولويات، فلكل منا له الأولوية والتي ينبغي احترامها لا غلقها!.


لأنك إن حاولت ذلك فإنك تستثير غضبا طالما كبتته الظروف فآن أوانه لينفجر .

فليكن تحت مظلة الاختلاف وعبر الاولويات لا غلق الملفات. فما من تاريخ ورد فيه أنّ ملفا تم اغلاقه إلاّ وقدتم فتحه!


3-الأولويات السياسية: تستدعي الاولوية مد جسور لكل الاطراف لنتعايش ومن منطلق وحدة المصير بل وعلينا ايقاف الصراع كي لا نكون معا ضحايا.

فمثلا يتم ابرزا قضية فلسطين رمزا للوحدة ضد العدو الاسرائيلي أو الاطماع الامريكية أو الفارسية، وبهذا المنطق الذي يبرر مخاطر الصراع السياسي والديموغرافية، وبسم التقريب وخاصة ممن يسمون انفسهم "التقريبيون" دائما مايكون امامهم ذلك الصنم الذي لابد من تحطيمه ليتوحد الناس على عبادة الله. وجمع الشمل بين الاهل .

أ‌- هذا الحديث وذلك النوع من الخطب اصبح ملحوظا ونمطا لا يخول من صحة انه قد يمكن وقف التشنج الداخلي والاستفزازات للوقوف معا قبل الغول المرعب، ولكن تلك الخطب تخديرية مؤقتة فمنطق الاولويات لاينهي الصراع بل يشله في مواطن جزئية ضئيلة وما ان ينتهي العدو المشترك يبدأ الصراع بأقوى مما كان! بل يعترف بالصراع ولكن يؤقت لوقفه حسب جدولة زمنية

ب‌- ينبغي الالتفات ان منطق الاولويات لا ينفع كثيرا فكل له اولوياته التي تختلف من شخص لاخر وتلك الاولويات قد تتقدم وتتأخر وما ان يتم انجازها لفئة دون اخرى فإن الآخر سيكون الضحية فهذا الحل منقوص ومجزوء حسب التقلب السياسي الديموغرافي.

ويؤسس لسلبيات تم الاقرار بها وبعد تجمديها بدأت تدب فيها الحياة. فالمتشنج او (الفاتح ) للملفات  زمر وطوابير (محمودة) او غير ( سعيدة ) أو قيادات (موافقة) او ذات (أمل) بعيد سواء على (حق ) فكل جماهيرها سواء (وفية ) أو غير ذلك فكلنا أما أن نكون (أحرارا ) أو ننتظر دق (الدرع)  على الرؤوس

فأطراف  الخطاب الذي طالما حلمت جماعات وتجمعات  بالاتحاد الوهمي بل واجتمعت في دول كثيرة اثناء الثورة! واتفقت على ذلك! فخابت ! لان الأس لم يكن موجود، وهو فن أن ندرك ما هي اختلافاتنا لكي نفهمها ونتقبلها.


ت‌- لا للخطابات الوحدوية النخبوية المرحلية المحدودة المجزوءة فهي غير مبدعة ولا نافعة لامن شخصيات ولا فئات.


ثالثا: جيم – الاولويات ليسود الاحترام


1-الاحترام من ضمن الاولويات بدلا من فرض القناعات غير المقنعة او الغامضة او التي تحتاج لوضوح ودقة برهان ورصانة بدلا من الالتجاء الى هناك من اجل الوصاية والهيبة التي لم تعد تؤثر اليوم فكل له رمزه الذي صنعه بيده  فحتى الطفل له رمز!

2- الاحترام الزائف وخاصة من  (الفاتحين ) او (السواد ) الاعظم من الجماهير، وعبر خطاب تيار التقريب لصرع الآخر بالوردة والسلمية أو  القبضة في الحوارات، فما عادت تنفع بلطجة المجالس الشعبية القديمة ولا حتى في الافلام الكارتونية

طالما تراود كثيرا على شاشات الاعلام والصحف في الدول التي تحصل فيها طفرات جينية ثورة او جبنية( نفيشية)  بأن الشباب الغاضب سيؤدي لشبح تصادم الاخرين

فلتكن الاولوية لاحترام الرأي بدلا من مقولات غريبة (اسكت) من (أنت)! هل لك علم أو  غطاء شرعي او إنك تنطق من جهل فمن  قياداتك انها  مجهولة علميا وثقافيا.. او انك شباب جاهل متهور بلا فكر او مقلد للخارج العلماني ! بل وصل الامر الى ان اصدار نكات  منها انك من اصحاب اللكنات الخارجية!

3-الاحترام المتبادل ليس بأن تفرض وجودك بل رأيك السليم لا أن تقول ( كان لي  تاريخ ) أنا عالم انا بطل ان مشهور ان مقاوم !!

بل ما أنا اليوم صانع!! فذلك التاريخ اما انه اسود او ابيض ، فلم اذن ولدت هذه الازمة الفكرية !

فالثورة من الوعي والادارك ان حدثت فسيولدت  جيل جديد مقاوم للافكار المنحرفة نحو الوحدة المجتمعية والدينية والمعرفية .

وان صح ان تاريخ اجدادك من العلماء والمفكرين والوحدويين فإن المقاوم الجديد على الاقل  يصنع تاريخا جديدا

4-لابد  من إعادة انتاج أنظمة الاختلاف وأخلاقياته التي تحكم الكثير من نشاطاتنا للاتصال بقيم أعلى مع التجمعات والجماعات  والتيارات الموالية او المخالفة للرأي المتزن الهادف.

5-الاصلاح المنشود المتزن المراعي لخلفيات عقدية بين السنة والشيعة والشيعة والشيعة والسلطة والشعب وعبر دوائر ضيقة ربما تلتقي دائرتان فتكون وسطهما مشتركات تدعو للاندماج ولكن التوتر اذا استفحل فان السقوط سينال من الجميع في الهاوية ودون رحمة.

فليكن التكامل، لا التوحد فقط! لنكون قريبين  من بعض بدلا من  الاستنفار حول شعارات تلك الخطبة او المحاضرة او الفلم او المقالة أو المسيرة أو الغاية من تلك الفعالية من كتاب محروق أو نفيش مأكول!

6-الساحة السياسية ليست ملعبا للتصارع حول فتات او لقمة مفطرة في شهر رمضان المبارك.وليست هي اولمبياد لندن، لا لتصفية حسابات مجتمعية فكرية ومعرفية او سياسية قائمة سابقة او لاحقة بين الاطراف.

فالوضع هزيل ومترد وخاصة ان التجمعات لم تسع مسبقا لتتحالف مع تيار عريق مدني أو حضري بل انقطعت عنهم!

ومن هنا وهناك خرجت لنا ضفادع بنقيق لا لفلان لا لالحزب فلان لا لفكر فلان لا لقرية فلان!

رابعا/دال - الخطاب السياسي المفتوح يحتاج للتقنين والتفسير.



7-عندما يقرأ ويسمع ويشاهد ويتابع المواطن البحريني لخطابات التجمعات الخامدة والحركات الثائرة على وضعها المجتمعي المتازم، فإنه يعتقد بأمور عدة، ومن ثمة تدور به فترات تتضح له رؤى أخرى، بل ويعتبرها فخاخا وقع فيها.

مثلا تلك الافلام التي تعرضها دور السينما مبهرجة بالاعلانات وعند الانتهاء من مشاهدتها تندم على دفعك مبلغا لا تستحقه! انها الدعاية والاعلام!
مثلا المسيرات البيئية او السياسية التي تدعو لأمور ما وبعدها يتم الختام بها ببيان آخر غير الذي دعى لبدئها والسير لها!

وعليه فظاهرة الازدواجية ملحوظة وخاصة من "الوحدويّون" يدعون للتوحد مع جميع التيارات للابتعاد عن الانشقاقات ولكنهم يكررون ويكرسون لخطابهم المنفرد عبر نغمتهم الخاصة وفي اجتماعاتهم المغلقة.

8-هذه الازدواجية في الخطاب في عدة دول سواء عربية او خليجية او اسلامية او اجنبية او  البحرين ومن عدة جهات فاعلة. وهذه اللاشفافية في عرض الذات أمام الاتباع وفي المحافل الدولية وعبرالجهات الاعلامية،ليس فقط لا تضع حلاً عميقاً لجذور النظام الخلافي والدكتاتورية في الرأي والفساد في الفهم  وفصل السلطات المجتمعية. بل كل ذلك سيخلق ظاهرة النفاق السياسي والاجتماعي.
 فلا جدوى اذن من تلك الجهات او الجهود المنصبة بذلك الهدف المنشود على وحدة أوتقريب أو حتى حوار باستراتيجية سوداء ونوايا حمراء وحروف صفراء؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق